إن غرس هذه المحبة في نفوسنا ونفوس أبنائنا وطلابنا يرتكز إلى معرفة الله والتعلق به. ولن تتم المعرفة والتعلق إلا بتأمل آثار أسمائه وصفاته لنرى آثار الإحسان والجمال والحكمة والعدل والقدرة والعزة والرحمة والكرم والحلم، وغيرها مما تشرق به الأرواح وتحيا به القلوب.
فكيف نعرف الله؟؟
علينا أن نتفكر.. وندرب أبناءنا على التفكر، كما تأمرنا آيات الكتاب، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. كل ما يحيط بنا وبأبنائنا يحمل في طياته رسائل تملؤنا حباً وتقديراً لله سبحانه، ولكن علينا أن نكتشفها، وندرب أبناءنا على اكتشافها.
القرآن الكريم يوصل لنا الرسائل، وسنة رسوله ملأى بالرسائل، ولكن ربما مرت علينا ولم نتأمل مضامينها، ولم نشحن بها أرواحنا. إننا لن نستطيع في مقال أن نحيط بها، كما أننا لن نحصي النعم من حولنا من كرم الله علينا فائق الحدود، ولكن دعونا نسلط الضوء اليوم فقط على بعض رسائل الحب التي تقدمها لنا نعمة الطعام.
- انظروا إلى هذا الطعام، تأملوه، ماذا تشاهدون؟
- مم تتكون هذه اللقمة؟
- كيف وصلت هذه اللقمة إلينا؟ ما المراحل التي مرت بها هذه اللقمة لتصل إلى فمك؟
- من الذي أنزل الماء، وشق الأرض، وأنبت الحب، وأخرج الزرع؟
- من الذي جعل الأنعام تقتات وتكبر ونقتات عليها؟
- من الذي علم الإنسان أن يزرع ويحصد ويطهو؟
- من الذي خلق النار وسخرها لنا؟
- كيف وصلت هذه اللقمة إلينا؟
- ما الحكمة من خلق هذا الطعام؟
- كيف ترى التنوع في الطعام؟
- ما الحكمة من هذا التنوع؟
- ماذا لو كان طعامنا نوعاً واحداً؟
- من الذي فرحنا بهذا الطعم اللذيذ؟
- تعالوا نشكر الله سبحانه من قلوبنا، أن رزقنا هذا الطعام رحمة منه، وأكرمنا بتنوعه، وجعلنا نتقوى به، وقدر وصوله إلينا بقدرته ورعايته. إنه رزاق كريم. "الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة.. " ليصبح الدعاء نابعاً من القلب..
دع أبناءك يزرعوا حبوباً ويسقوها ليتأملوا قدرة الله في إنبات الحبة وإنبات جميع المزروعات على كوكب الأرض، فتتعلق قلوبهم بقدرة الله.
هذه الأسئلة تبني الإيمان من خلال عبادة التفكر وتنمي الإبداع والذكاء وتستطيع أن تبتكر المزيد وتجدد في كل مرة مع تغير الأطعمة أمامهم ستتجدد الأسئلة والإجابات، كما تستطيع أن تثير الأسئلة في نعم أخرى. ستتطور مهاراتك مع الوقت. لكن من المهم أن تتذكر:
- يجب أن تثير التساؤلات وأنت مبتسم ومستمتع بالتفكر ليقبلوا عليه.
- يجب أن تعطيهم الوقت ليفكروا ويجيبوا ولا تستعجل الإجابة ولا تجيب عنهم إلا لتقديم اسم الله المرتبط في موقف التفكر بعد أن يجيبوا.
- وأن تتقبل إجاباتهم ومحاولاتهم من دون أن تشعرهم بالغباء أو الخطأ.
فالمربي الماهر هو الذي يحسن الغرس وقت السعادة.



