ماذا نقول لأطفالنا عن الحج؟ وهل نسرد لهم قصة إبراهيم وإسماعيل الذبيح؟

16يوليو2021
الموهبة والذكاء
news cover

في هذه الأيام الفضيلة ترغب كثير من الأمهات بربط أطفالهن بمناسك الحج لتعظيم شعائر الله، وهذا شيء طيب، لكن أثناء ذلك كثيراً ما يتم التطرق إلى قصة إبراهيم وإسماعيل الذبيح، فهل تفاصيل القصة مناسبة للطفل؟

تهدف قصة إبراهيم وإسماعيل الذبيح إلى تطهير القلب مما سوى الله، ولنا في سيدنا إبراهيم أسوة حسنة حتى ننقي قلوبنا من كل التعلقات التي تزاحم محبتنا لله، فهل يدرك الطفل مغزى هذه القصة عندما تقصها عليه؟

بالتأكيد لا..

ما الذي يدركه الطفل إذن؟

يدرك الطفل أن الله تعالى أمر سيدنا إبراهيم بذبح ابنه ولكنه لا يدرك لماذا أمره الله بذلك، لذا هو قد يسأل أباه: هل سيطلب الله منك أن تذبحني؟ وهذا ما حدث بالفعل مع كثير من الأطفال في رياض الأطفال – خاصة الأذكياء منهم..

ربما يؤدي قص هذه القصة بتفاصيلها على الطفل الصغير إلى سوء ظنه بالله على المدى، ولا شك أنها لن تجذبه إلى طريق الله تعالى، لأن الهدف من القصة فوق إدراكه، لذا يجب تأجيل التفاصيل بعد عمر 9 سنوات.

ماذا نقول للطفل عندما يسأل عن خروف العيد؟

ممكن أن نوضح له أن الله أهدى سيدنا ابراهيم خروفاً لأنه أطاع الله من دون ذكر أن الله أمر سيدنا ابراهيم بذبح ابنه.. ثم نضيف هذه التفاصيل عندما يكبر الطفل أكثر وينضج ادراكه..

ونوضح لأبنائنا الصغار أيضاً أن نبي الله وحبيبه ابراهيم كان يحب الله كثيراً و يطيعه دائماً.. لذلك أهدى الله له الخروف لأنه يطيعه.. عندما نرى الخروف يجب أن نتذكر كيف أن سيدنا ابراهيم أحب لله وأطاعه.. ونكون مثله.. نحب الله ونطيعه.. حتى نربطه في أولويات البناء العقدي..

قد يتساءل البعض: ولكن القصة وردت في القرآن الكريم؟ لماذا نحجبها عن الطفل؟

ليس كل ما ورد في القرآن الكريم يجب أن يوضح بالتفصيل للطفل الصغير، فنحن لا نشرح مفهوم الزنى مثلاً للطفل؛ بالرغم من أنه ورد في القرآن، نوضح للطفل ما يدركه عقله.

كيف نشرح للطفل عن الحج؟

نقول لأطفالنا أن الله أمر سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل ببناء الكعبة، نعم، ونقول لهم لماذا أمرهم الله، وذلك حتى يذهب الناس إليها ويتجمعوا هناك ليعبدوه ويطيعوه بهذا المنظر الجميل الذي نشاهده، فتتعالي الأصوات من ذلك المكان تملأ السماء ب "لا إله إلا الله"، يستطيع الطفل أن يدرك ذلك، ويستطيع أن يدرك أن الله أمر سيدنا إبراهيم أن ينادي الناس للحج، ليتجمعوا ويعبدوه وحده مرددين "لا إله إلا الله"..

هل نقول للطفل أن الشيطان عدو لنا لذلك يرميه الحجاج بالجمرات (الحصى)؟

بعد السبع سنوات يناسب الطفل أن يتعرف إلى الشيطان كمخلوق من نار، ونسرد عليه قصته مع أمر الله له بالسجود مع الملائكة لأبينا آدم، إلى آخر القصة.. أما قبل ذلك فيحتاج الطفل أن يعرف ربه ويتعلق به قبل أن يعرف معلومات كثيرة عن الشيطان حتى لا يظن أنه نداً لله تعالى وحتى لا يخاف منه.

نقول لأبنائنا - فوق 7 سنوات – أن مع قصة سجود الملائكة لسيدنا آدم بدأت عداوة الشيطان لنا نحن البشر وأنه وعد أنه سيضلنا ويصدنا عن الصراط، وفي يوم الحج الأكبر نتذكر هذه العداوة ونعاهد الله أننا لن نستجيب له من خلال رمي الجمرات.

كثير من الأمهات يعتقدن أنه يجب أن نملأ أذهان أطفالنا بالمعلومات الكثيرة ليصبحوا أفضل وأذكى، ونذكّر أن هذه المعلومة غير صحيحة، فنحن مأمورون بمخاطبة الناس على قدر عقولهم، حيث يحتاج الطفل إلى التعلق بالله وتوحيده أكثر من أي شيء في الخطوات الأولى من البناء العقدي، ثم يحتاج أن يتعلق برسوله وبالقرآن الكريم، ثم نتوسع بحسب الإدراك خلال سني عمره ونموه، فالأيام قادمة بإذن الله وإدراكه سيكبر، ومن الحكمة أن نغتنم الوقت المناسب ولا نستعجل.

تذكروا أن ترددوا مع أطفالكم خلال هذه الأيام المباركة تكبيرات الحج:

"الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.."

بشكل جماعي وصوت جميل يشعرهم بالراحة ويحبب إليهم ذكر الله.

وتقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير ..

تصنيفات

    shape

    تواصل معنا

    مجال الاهتمام
    الرسالة