ثلاث خطوات تجعل ولدك يتحمل مسؤولية خطئه

02فبراير2023
ازدهار الدماغ
العقلية النامية
الوعي الذهني
الحرية النفسية
0 مشاهدة
cover

ثقافة خاطئة منتشرة جداً في مجتمعاتنا تحرمنا النجاح في تربية أبنائنا والاستمتاع بعلاقتنا معهم، بل وتمنع نموّهم العاطفي والمنطقي وهي "التعامل مع الخطأ".

مثلاً: عندما تَرِدني أنا كأم أو كأب ملاحظة من المدرسة أن ولدي ينسى حل واجباته.. ما هي ردة الفعل الدارجة تجاه هذا الخطأ؟

خيبة الأمل؟ التأنيب؟ التهديد؟ الوعظ؟..

ماذا سيتعلم الولد.. أن يخفي خطأه؟ أن يكره نفسه؟ أن يشعر بالإحباط والدونية؟

من الممكن أن نستغل وجود أخطاء لأبنائنا ونحولها لفرصة لتعليمهم مهارات التفكير وتنمية الذكاء ورفع الثقة بالنفس من خلال تعليم مهارة حل المشكلات بدلاً من التأنيب والإحباط.

الخطوة الأولى:

يجب أن تسأل ولدك بثقة وحسن ظن ومن دون تخويف:

لماذا تنسى حل الواجب؟ فكر ما هي الأسباب التي تجعلك تنسى؟

ثم تستمع إليه باحترام وتعطيه الفرصة ليفكر ويحلل الأسباب وينمي مهارات تفكيره، وتتقبل أنه من الطبيعي أن يخطئ الإنسان، فيتعلم مراجعة نفسه ويتحمل مسؤولية خطئه، بدل من إخفائه وإنكاره كما يفعل كثير من الناس في مجتمعاتنا اليوم.

الخطوة الثانية:

بعد أن تصغي إليه، تطلب منه أن يضع الحلول لهذه المشكلة التي يعاني منها، ويختار منها ما يمكن تطبيقه فعلاً:

ماذا يمكن أن تفعل لحل مشكلة نسيان الواجب؟

الخطوة الثالثة:

تابعه في حل المشكلة وشجعه على التقدم في حلها، اسأله:

ماذا حدث معك؟ كم نسبة تقدمك في حل المشكلة؟

مع تقبل أنه لا يستطيع فجأة أن يحل جميع واجباته، وبالتالي نشجعه على أي تقدم يحرزه حتى لو كان حل واجب واحد في الأسبوع، طبعاً مع استمرار تشجيعه على وضع الحلول لهذه المشكلة ومناقشته في الأسباب والحلول ليصل إلى المرحلة أنه يتذكر حل واجباته بصورة عالية.

عندما نتقبل أن التقدم الجزئي هو الذي يؤدي إلى التقدم العالي، ونشجع الجهد المبذول بدل من منح التقدير للنتيجة النهائية، سيتشجع ولدنا لتحقيق المزيد من التقدم ولن يخاف الفشل، وبالتالي سيكتسب عقلية نامية Growth Mindset تعانق التحدي وتستمتع بتحقيق أجزاء صغيرة يومية من النجاح، تشجعه على تحقيق المزيد والمزيد من النجاح في حياته.

إن منح التقدير فقط عندما يحقق ولدنا النتيجة النهائية يكسب الولد عقلية الأبيض والأسود Black or white - وهي من أخطاء التفكير الدارجة Cognitive Distortions، التي تؤدي إلى السلبية وضيق الأفق والخوف من المبادرة، فهو إما ناجح أو فاشل، إما أحل جميع الواجبات أو أنا فاشل.

كم يحتاج أبناؤنا إلى الاحتواء عندما يخطئون، بدلاً من الوقوف ضدهم وإحباطهم في واقع صعب ينتظرهم؟

وكم يحتاجون إلى تنمية مهاراتهم بدلاً من تجميدها من خلال التخويف والإحباط وإلقاء اللوم؟

وكم يحتاجون إلى التشجيع ليواجهوا التحديات وينمون من خلالها، ليشعروا بالثقة ومتعة النمو، بدلاً من الإحساس بالضعف والدونية؟

ثم نلومهم لماذا لا يتحملون المسؤولية ولماذا هم سلبيّون؟!

اقرأ المقال كاملاً

كيف تبني ثقتك بنفسك؟ (الجزء الأول) - أسباب ضعف الثقة بالنفس

03مارس2019
الحرية النفسية
أخرى
0 مشاهدة
cover

كثيراً ما نرى ممارسات تعبر عن الثقة بالنفس، لكننا نكون غير متأكدين أن هذا التصرف يعبر عن الثقة أم لا، خاصة عندما يشوبه استعلاء، فهل الثقة بالنفس تعني أن أشعر أمام الناس أني الأفضل؟ أو أن أؤكد على نفسي وعلى مسامع الناس أني ممتاز؟ أم تعني أني أستطيع أن أواجه الإحباطات بثبات؟ وهل هي مقترنة بالاستعلاء أم بالتواضع؟ وما علاقة الثقة بالنفس بطريقة التفكير؟ ومن أين يأتي الإحساس بضعف الثقة بالنفس؟ وكيف يمكن أن يعالج؟

سنتناول في مقالين متتالين الإجابة العلمية عن هذه التساؤلات وعرض الخطوات العلاجية لضعف الثقة بالنفس فتابع معنا..

كثيراً ما يتصرف بعض الناس أمام الآخرين بأسلوب يشعرنا بالثقة بالنفس أو حتى بالغرور أحياناً، بينما يكون هذا الشخص مفتقراً للثقة بالنفس تماماً، ويرتدي قناعاً يغطي حقيقة ضعفه فيوحي بالثقة من خلال الاستعلاء على الآخرين بميزة يمتلكها حقيقة أو لا يمتلكها، فالاستعلاء لا يعني الثقة بل هو النقيض.

 وكثيراً ما يعتقد الناس أن الثقة بالنفس تأتي من التأكيدات الإيجابية للذات بأني رائع، وإيصال هذه الرسالة للآخرين، ولكن الرسالة الإيجابية التي أبثها في نفسي أو للآخرين لا تكفي لبناء الثقة بالنفس ولا تعني بالضرورة الثقة بالنفس، لأن الثقة بالنفس تعني تقبل الإنسان لنقاط ضعفه، وأنه من الطبيعي أن يمتلك الإنسان نقاط ضعف، كما هو من الطبيعي أن ينتلك نقاط قوة، وهي معرفة الذات معرفة حقيقية وليست مجرد تأكيدات إيجابية، بل تلك التأكيدات قد تغطي جرحاً يحتاج إلى علاج أحياناً، وليس من الحكمة تغطيته بكلمات إيجابية تخديرية، مثل أن تقول الأم أنني أم رائعة لأبنائي وابنها يحتاج إلى إعادة تأهيل لبناء شخصيته وهي السبب الأول في ذلك.

فما هي الثقة بالنفس؟ وهل يجب أن ترتبط بالتواضع؟

سبق وأن عرّفنا الثقة بالنفس أنها القدرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات، وتتعلق بمعرفة الإنسان لنفسه جيداً، ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف، مع تقبل نقاط الضعف، والسعي لتقويتها، ووضع نقاط القوة في أهداف ذات أهمية بالنسبة للشخص، وهي مرتبطة بالتواضع، فالمستعلي يغطي ضعفاً باستعلائه.

ترتبط الثقة بالنفس بالمتعة الداخلية للانطلاق نحو الهدف، محرراً من نظر الناس، ويرتبط ضعف الثقة بالنفس بالرغبة من نيل الاستحسان من خلال ثناء الناس، لذا فالثقة مرتبطة بالإخلاص في العمل، وضعف الثقة قد يؤدي إلى الرياء.

هناك فارق جذري بين الثقة بالنفس وضعف الثقة هو التحرر من نظر الناس وطلب استحسانهم، والقيام بالعمل برغبة داخلية عن قناعة، متقبلاً احتمالية الفشل، ومعتبراً انها فرصة للتعلم، بغض النظر عن ثناء الناس أو ذمهم.

الواثق مرجعيته معرفة نفسه وما يريد، وما يلائمه ويلائم قدراته ولا يسعى للتقليد، وغير الواثق يريد أن يثبت نفسه للآخرين بعمله وينتظر المديح ويهتز من النقد ويتحرك بالغيرة ويسعى للتقليد، ولديه عقلية مقارنة لا واعية مع الآخرين، فعندما يمتلك شخص ميزة لا يمتلكها هو يشعر بالنقص، فتتراجع ثقته بنفسه.

من الطبيعي أن يشعر الإنسان أحياناً بضعف الثقة بالنفس، لكن إذا تكررت هذه المشاعر فإنها تؤثر علينا سلباً وتشدنا للوراء، فهي تؤثر على قراراتنا ومشاعرنا وعلاقتنا مع الآخرين، بل وعلى صحتنا النفسية والجسدية، فكيف يمكن أن نتخلص منها ونتقدم؟

حتى نتخلص من هذه المشاعر السلبية، يجب أن نعلم من أين جاءتنا هذه المشاعر، ولِم نشعر بها ولِم هناك أناس لا يشعرون بذلك؟

هل حقاً نحن نستحق أن نشعر بهذه المشاعر السلبية لأن لا قيمة لنا أم أنها دخلتنا بطريقة خاطئة ويجب أن نتخلص منها؟

هناك سببان في توليد هذه المشاعر السلبية والإحساس بضعف الثقة بالنفس..

السبب الأول لضعف الثقة بالنفس: أن ينشأ الشخص في بيئة تنافسية تدفع للعمل من خلال المقارنة أو النقد أو المدح، وتدفع للعمل من خلال المكافآت المادية أو المعنوية، وتتقبل الشخص تقبلاً مشروطاً بما يقدم أو يفعل، تجعل الإنسان يفقد إحساسه بقيمته الحقيقية، ويربط قيمته لنفسه بنظرة الناس، وتتكون لديه عقلية مقارنة لا واعية، فيقيس الشخص نفسه مع الآخرين بشكل مستمر دون أن يشعر، فيرتاح إذا جلس مع من يظن أنه أقل منه، ويتوتر إذا جلس مع شخص يتفوق عليه في أي ميزة، بسبب قياس قيمة الذات بالمقارنة مع الآخر وليس بمعرفة القيمة الحقيقية للذات.

إن التفكير بعقلية المقارنة السلبية تجعلنا نشعر بالدونية فنكره أنفسنا ونكره الآخرين، تشعرنا بالضعف والإحباط، بل وربما الغيرة والكره والحسد أيضاً، فتنتكس مشاعر الإيمان وتنتكس علاقتنا مع الله، لأن الحسد يؤدي إلى السخط، ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.

إن العقلية التنافسية كلما كبرت بداخلنا ارتفعت أنانيتنا، وأصبحنا نفتقر إلى مشاعر المحبة للغير والرحمة والتقدير الحقيقي لأنفسنا وللآخرين فنبتعد عن أخلاق الإسلام وروحه، ناهيك عن أن العقلية التنافسية تكتسب عقلية ثابتة Fixed mindset لا تستطيع أن تبدع أو تغامر أو تنمو نمواً حقيقياً لأنها تركز على نظر الآخرين بدل متعة النمو.

السبب الثاني لضعف الثقة بالنفس: قد يميل بعض الناس أكثر من غيرهم للتركيز السلبي، ربما تجد أخوين في بيت واحد أحدهما يميل للتركيز الإيجابي والآخر يميل للسلبي، بشكل عفوي وجيني، فتتأثر ثقة الشخص الذي يميل للتركيز السلبي لأنه سينقد ذاته بشكل أكبر بكثير مما سيشكر نفسه فتتراجع ثقته بنفسه، أو أنه ينظر بعين الاستسصغار لكل ما يفعله ويرى أنه لا شيء فلا يشعر بقيمة النمو، حتى لو كان المحيط الذي يعيش به إيجابياً، يستطيع هذا الشخص أن يغير من طريقة تفكيره، ستجد في المقال التالي مفاتيح التغيير بإذن الله تعالى.

حتى نبني ثقتنا بأنفسنا علينا أن نتحرر من عقلية المقارنة اللاواعية، ونتحرر من انتظار استحسان الناس، لأن الثقة بالنفس لا تبنى من الخارج، بل من الداخل، من خلال معرفة الذات، وتقبل الذات بدون شروط، بنقاط ضعفها ونقاط قوتها مع السعي للتح

اقرأ المقال كاملاً