هل أنت حقيقي Authentic؟

26أغسطس2022
الموهبة والذكاء
بناء الإيمان
التربية الجنسية
news cover

خمس خطوات لتكون "أنت" النسخة الأصلية من نفسك

هل أنت النسخة الأصلية من نفسك؟ أم أنت نسخة مما يجرك إليه من حولك من أشخاص أو إعلام أو غيره من المؤثرات الخارجية المترامية هنا وهناك؟..

ربما يكون هذا الزمن هو الزمن الأصعب أن نكون حقيقيين لأن التأثيرات الخارجية التي تصب في مساحة وجداننا أصبحت تتراكم بطرق معقدة ومتسارعة بداخلنا، حاجبة عنا ذواتنا الحقيقية مؤدية بنا إلى الشعور بالتخبط والضياع والضيق وربما مرض العصر "الاكتئاب".. فكيف نبصر ذواتنا الحقيقية ونشعر بالقيمة والثقة والرضا والسعادة؟

خمس خطوات لتكون حقيقياً:

أولاً: حتى تعرف ذاتك وتجمع نفسك عليها تحتاج أن تسأل أهم سؤال في حياتك وهو: ما هي قيمي العليا؟ بماذا أؤمن؟

ثانياً: تحتاج أن تسأل نفسك السؤال الثاني المهم جداً وهو: ماذا أريد؟

ثالثاً: يجب أن تتوافق أهدافك مع قيمك العليا لتصب في طريق تحقيقها فتجمع نفسك بذاتك الحقيقية، وإلا ستبقى في ضياع وتعب.. مستعيراً ذاتاً غير ذاتك.. ذاتاً رسمها لك التأثير الخارجي أو مخاوف ألقتها عليك هذه التأثيرات وجعلتك تجري متخبطاً تائهاً عن ذاتك..

رابعاً: تحتاج أن تضع خططاً لحياتك تنبثق من قيمك العليا، وتُبسّطها إلى أهداف يومية تعيش لذاتها لأنك أنت من اختارها، ولأنك تتقدم نحو ما تريد، عندما تجد أن ما تقوم به يصب في قيمك العليا سترتاح وتسكن وترضى، نعم لا شك أننا جميعاً نُبتلى ونعاني ونصبر، ولكن لن تضرنا العواصف ما دمنا نسير في مركبنا الذي اخترناه وتشبثنا به، وستمر عنا ونبقى ثابتين، وكم ستكون العواصف متعبة إذا واجهتنا ونحن لا ندري أين نحن ولم نختر أين نكون.

خامساً: نحتاج أن نقف وقفات استكشافية خلال يومنا، ونتساءل: كيف أشعر الآن؟.. وبم أفكر؟.. وماذا أفعل؟..

هل أفكاري ومشاعري وسلوكي يصب فيما أريد؟ أم أنا مشتت وتائه؟ فإذا وجدت نفسك – مثلاً- مستغرقاً بحوار داخلي متعب حدث بينك وبين أحد من الناس، اجمع نفسك بذاتك مجدداً بالأسئلة التالية: هل ما أفكر به يساعدني لأتقدم نحو ما أريد؟ فإن لم يكن فاختر أن تفكر بشيء تريده يصب في أهدافك..

وإذا مررت بتجربة صعبة ومحبطة؛ قف مع نفسك متسائلاً: هل هنالك شيء ما يمكن أن أتعلمه يساعدني لأتقدم نحو ما أريد؟ تعلم مما حدث وعد للتركيز على ما تريد.. وإذا شعرت بالانبهار من شيء يلمعه الإعلام أو يطري عليه الناس يشدك بعيداً عنك؛ اسأل نفسك مجدداً لتعود لقواعدك سالماً: هل هذا حقيقة ما أريد؟ أين أنا ذاهب وماذا أريد؟

من الطبيعي أن نتشتت أحياناً عن طريقنا، فالتشتت سيجعلنا نشعر بالضيق، ثم نعود بحب وشوق لما نريد.. ومن الطبيعي أن ننسى أحياناً ونُجر إلى ما لا نريد.. عندها سنشعر بالضياع فنعود ونقف مع أنفسنا وقفة الاستكشاف الداخلي متسائلين: ماذا أشعر؟.. وبم أفكر؟.. وماذا أفعل؟.. وماذا أريد؟..

فنسترجع وعينا ونعود إلى ذواتنا الحقيقية التي تعرف بم تؤمن وأين هي ذاهبة وبم هي راغبة.. فتشعر بالرضا والسعادة لأنها على الطريق.. وهذه حكمة من أننا مخيرون.. أكرمنا الله بالقدرة على الاختيار.. فلن نسعد إلا إذا امتلكنا حرية الاختيار وحرية القرار لنعيش حياتنا أحراراً متوجهين لا عبيداً مجرورين..

قد يمضي بعض الناس حياته وما استدل على قيمه العليا وما استطاع أن يعرف ماذا يريد من هذه الحياة وهم كُثر تائهون.. وقد يستدل آخرون على قيمهم العليا ويعرفون ما هي أهداف هذه القيم ولكنهم يمضون أنفاسهم في مكان آخر يرجون أن يجدوا قيمة لحياتهم في أوهام وصور يرسمها الآخرون لهم وأولئك هم المُزيّفون..

وقلة قليلة تعرف هدفها من هذه الحياة وتجتهد لتكون حياتها بأيامها ودقائقها انعكاساً لما تؤمن به، وأولئك هم المؤمنون حقاً.. أولئك هم الحقيقيون..

نسأل الله أن نكون منهم.. وأن يكون رضاه أكبر همنا.. وأفكارنا ومشاعرنا وسلوكنا يصب كل يوم في طريق حبه ورضاه.. متحررين عما سواه.. اللهم آمين..

تصنيفات

    shape

    تواصل معنا

    مجال الاهتمام
    الرسالة