كيف تنجح في علاقتك الزوجية وتشعل الحب وفق أبحاث الدماغ؟

news cover
15مارس2018
العقلية النامية
بناء الإيمان
177 مشاهدة

إن وجود علاقات ناجحة في حياتنا سواء على مستوى العائلة أو الزواج أو الأصدقاء هي حاجة نفسية لكل إنسان ينبض في هذه الحياة تمده بالسعادة والتوازن والإيجابية.

وإن تعثر العلاقات الهامة في حياتنا قد يؤدي إلى انتكاسنا بشكل ما، فما هو السر في نجاح أي علاقة؟ وكيف يمكن أن نرتب أولويات العمل وفقها لكسب علاقات تمنحنا سعادة وإشراقاً.

قد ننجذب لكثير من البشر من حولنا لكن لن تستمر العلاقة وتثمر دعماً ومساندة وسعادة ما لم تترسخ روابطها الإيجابية في أعماق الدماغ، ولكي نفهم ذلك السر علينا أن نفهم كيف يحدث ذلك في الدماغ.

تقوم أي علاقة بين شخصين على أسس التعامل بينهما، فعندما يكون التعامل قائماً على الرحمة والعطاء والتقدير والتفهم والاحترام ستتولد مشاعر إيجابية مع تشابكات الخلايا العصبية المرتبطة بصورة هذا الشخص في دماغنا، مما يؤدي إلى التعلق به مع الوقت نتيجة الهرمونات الإيجابية التي تم فرزها في أعماق الدماغ والتي ارتبطت بهذا الشخص وترسخت من خلال السلوك، فنظرة رحمة وابتسامة حانية وقبلة فوق الرأس وإيماء عطف، كل ذلك وغيره يؤدي إلى اشعال الروابط الإيجابية لتصبح العلاقة الزوجية هي كما أرادها الله علاقة مودة ورحمة. ولن يسكن الشريك إلى شريكه ما لم تكن روابط الدماغ المتعلقة به مشحونة بالسكينة والرحمة والمودة كما أخبرنا الله سبحانه:

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم/21)

مدمرات العلاقة: لماذا يموت الحب ولماذا تتعثر العلاقات؟

تتعثر العلاقات بسبب هدم الروابط الإيجابية في الدماغ وإقامة روابط سلبية مكانها، وكلما سار أحد الشريكين في هذا الاتجاه ستنهدم العلاقة في النهاية بسبب أن الروابط السلبية تؤدي إلى النفور، ويُترجَم النفور على شكل لا مبالاة أو ضعف الحب أو موته، أو تجنب التواجد في البيت، أو تجنب الحديث، أو تجنب العلاقة الجسدية، أو غيرها كنتيجة حتمية للنفور.

ونحن نتحدث هنا عن أسباب النفور التقليدية التي قد تحدث مع الأزواج الحريصين على إنجاح أسرتهم، ولا نتكلم عن المدمرات السريعة مثل الخيانة أو الإهانة أو الخمر أو غيرها..

ما الذي يسبب الارتباطات السلبية؟

ثلاثة أسباب رئيسية للارتباطات السلبية بين الأزواج:

1- الأنانية:

وهي التركيز على مصالح الذات دون التفات حقيقي إلى حاجات الشريك، والتي تجعل الإنسان لئيماً يفكر أنه لو قدّم شيئاً قليلاً لشريكه يجب أن يحصل مقابله على الكثير، وقد يمنّ بعطائه القليل، فيكون شحيح الرحمة والعطاء مما يرسخ تشابكات سلبية منفّرة في أعماق الدماغ تؤدي إلى الإضرار بالعلاقة.

2- الاستعاضة بالانفجارات الكلامية والنكدية عن الحوار الهادئ:

عندما يحمل الشريك على شريكه ويلجأ إلى الانفجارات الكلامية أو إلى النكد أو اللوم والنقد ظناً أنه سيحصل بهذا الأسلوب على ما يريد، فإنه على العكس يشحن دماغ شريكه بروابط مشحونة بضغط عالٍ تؤدي إلى هدم كثير من الروابط الإيجابية السابقة بسبب شحنات الانفجار العالية، وترسخ المزيد من مشاعر النفور في أعماق التشابكات العصبية.

3- التوقعات العالية:

وهي أن نتوقع من الشريك أن يقوم وحده بأمور معينة دون أن نخبره بما نتوقعه، فنلجأ للانفجارات الهادمة للعلاقة للمطالبة، وقد تكون توقعاتنا مهمة لنجاح الاسرة، وفي حال ذلك يجب أن نوصل رسالتنا له من خلال الحوار والرفق، وقد تكون نابعة من الأنانية والبعد عن الواقعية ويحدث هذا كلما تدنى تقدير الذات للشريك، حيث ترتفع الأنانية مع تدني تقدير الذات فيصبح شديد اللوم والمعاتبة والمطالبة لسد الإحساس بالنقص من خلال الأخذ والكسب من الآخر وأنّى له ذلك؟.. هو كمن يشرب من ماء البحر فيزداد عطشاً إلى عطشه، فتقدير الذات ينمو بالعطاء والاستقلالية وليس بالمطالبة والمعاتبة.  

كيف نقيم علاقة ناجحة راسخة في عمق الدماغ وكيف نوقد الحب؟

إن إنجاح العلاقة يحتاج العمل من الطرفين، لذا فالمسؤولية في ذلك تقع على الشريكين، ويقوم النجاح على إشعال المشاعر الإيجابية في ارتباطات الخلايا العصبية في الدماغ المسؤولة عن العلاقة، وهذا الأمر لا يحدث بيوم ولا ينهدم بيوم كذلك.

1- الإيماءات الصامتة:

لو أنك قمت بتصوير نفسك في فيديو وأنت تتحرك وتجلس في بيتك.. ترى كيف ستبدو؟

نعبر بإيماءاتنا أكثر من كلماتنا فهي تشكل أغلب يومنا وهي تتشابك تأثيراتها بعمق لدى الشريك لأنها السلوك الغالب.

كثير منا لا ينتبه أنه لا يبث أي روح للإيجابية أثناء جلوسه في البيت بل قد يكون على العكس، وتبث الإيجابية من خلال التفكير الإيجابي الذي يبث إشعاعات الطاقة الإيجابية والتي ستترجم من خلال الابتسامة والرضا والسلام الداخلي، فعندما يتحرك الشريك في البيت وهو يشع بالإيجابية والسلام بإيماءاته وكلامه سيسكن إليه شريكه (لتسكنوا إليها) وأبناؤه كذلك والعكس صحيح.

كيف نمتلك الإيماءات الإيجابية؟

نصبح إيجابيين من خلال مراقبة التفكير وتحويله من سلبي إلى إيجابي ومصاحبة الإيجابيين، وامتلاك أهداف إيجابية، إضافة إلى الإقبال على الحمد والذكر مع حضور قلب حيث يعالج بعمق الهرمونات التي تبث التوتر في الدماغ.

2- الاستقلالية: وهي تتعلق بإيجاد أهداف خاصة ينشغل بها الشريك عن شريكه، فكلما دار الشريك في فلك شريكه ينطرد بتأثير القوى الدافعة الطبيعية خارج الدائرة وإلا سيفقد الشريك الآخر توازنه، لذا فإن تمحور أهداف الشريك الأساسية حول وجود شريكه الآخر يؤدي إلى نفور الشريك، ويجب أن يكون لكل شريك أهدافه الحيوية والبناءة الخاصة به وهذا الأمر تبرز أهميته عندما يكبر الأبناء أو يصل أحد الزوجين إلى سن التقاعد.

3- تقدير القليل: إن تقدير الأعمال الصغيرة التي يقوم بها الشريك هو أساس مهم جداً في إنجاح العلاقة، لأن الأعمال الصغيرة هي التي تشكل لوحة الحياة اليومية لدينا، فعندما نلتفت إلى هذه الأعمال ونتدرب على تقديرها وشكرها من خلال ابتسامة الرضا والنظر على وجه المسرّة فإن كل نظرة تشعل الحب، أو من خلال هدية بسيطة تعبر عن التقدير. ويظن بعض الناس أن التقدير سيجعل الشريك يتكبر على شريكه، هذا صحيح فقط في حال كان الشريك لئيماً أما إن كان كريما

    المؤلف

    shape

    أ. مها شحادة

    خبيرة بناء الشخصية وفق أبحاث الدماغ ومؤلف منهاج تفكر, مدير عام مؤسسة تفكر

تصنيفات

    إصدارات للمؤلف

    author_work

    الوسوم

    ازدهار الدماغ الوعي الذهني ثقافة أسرية مشاكل زوجية مشاكل زوجية وحلولها مها شحاده نجاح العلاقة الزوجية

شارك المقال لتعم الفائدة

شارك مباشرة إلى المنصة المرغوبة

أو احصل على رابط المقال

shape

تواصل معنا

مجال الاهتمام
الرسالة