أصبحت إقامة العلاقات غير المشروعة بين أبنائنا وبناتنا أمراً شائعاً مع الأسف، لدرجة أنه كاد أن يكون شيئاً طبيعياً بحجة دواعي الانفتاح أو وهم الزواج وضغوط الحياة.
وللأسف نجد أن هذا الأمر طال أيضاً بعض الأسر المحافظة، حيث لم يمنع تشدد الرقابة والتقييد بناتنا وأبنائنا أن يقيموا علاقات غير مشروعة على الأقل عبر الهاتف في غياب رقابة الوالدين ورقابة الذات، وإني لأجد أن الموضوع يحتاج إلى نشر الوعي بيننا وبين أبنائنا، حيث أن هذه الظاهرة تتفشى بشكل أوسع يوماً بعد يوم، والطرق التي نتعامل بها عامة لمواجه المشكلة غدت شبه قاصرة، فما الحل؟..
نحن جميعاً نعلم بأن بناء الإيمان في الصغر يولد الرقابة الذاتية التي تفصل بين السلوك المحرم والسلوك الحلال، وهذا شيء مهم في الصغر.
وهناك شيء مهم يجب أن نقوم به أيضاً عند دخولهم سن المراهقة، وهو تزويدهم بمطعوم وقائي للعقل لينظر بوعي للخطر الذي يحيط به تجاه هذا السلوك الخاطئ، وهذا المطعوم هو:
"تفكر في الحكمة من تحريم هذا النوع من العلاقات"
أولاً:
- يجب أن نتوافق مع أبنائنا ونقر مشاعر الفطرة البشرية بالميل الطبيعي وانجذاب الذكر للأنثى وبالعكس، ويجب أن نسأل أبناءنا سؤالين مهمين يتعلقان بهذا الانجذاب الفطري.
ثانياً:
- يجب أن نحاور أبناءنا بالمنطق ونقول لهم: لماذا يقيم الشاب والبنت علاقة غير مشروعة؟
ثالثاً:
- الألم الذي يعيشه المتحابون في الخفاء يصد عن التركيز، فيفقد الشاب أو البنت أهم مهارة يحتاجونها في سنهم تؤثر بشدة على مستقبلهم، لأن مهمتهم الأولى في هذا العمر هي الدراسة، فما فائدة الحب عندما يجعلني فاشلاً ومتألماً؟
رابعاً:
- ما يظهر لنا من سعادة على الشاشات من تبادل الحب والأنس بين الشاب والفتاة بدعوى الانفتاح هو شيء وهمي يتعلق بالتمثيل لا بالواقع، هو حقيقة خداع للعقل، حيث أن حالات الإدمان والانتحار في زيادة غير طبيعية في الغرب بسبب انتشار هذا النوع من العلاقات التي أدت إلى انهيار الأسر وفقدان الدعم العاطفي الحقيقي الذي لا يتلقاه الإنسان حقيقة إلا من عائلته.
خامساً:
- يجب أن نثير السؤال بشكل دوري مع أبنائنا: ما الحكمة من تحريم العلاقات غير المشروعة؟ ليقوموا هم بالتأمل المستمر في الحكمة الإلهية والنظر في العواقب، فيزداد إيمانهم بالله ويزداد المطعوم قوة وثباتاً أمام هجمات الفيروسات البيئية.
عندما تتكرر هذه النقاط وغيرها على مسامع أبنائنا تصبح قناعة تجعلهم يحذرون من إقامة العلاقات غير المشروعة ويتجنبونها.
• نتمنى من الآباء والأمهات.. استيعاب أبنائهم وفتح مجال الحوار معهم والابتعاد عن الشدة وتقييد الحريات والتعامل من دون ثقة مما يدفعهم إلى المزيد من الإساءة لأنفسهم.
كما نرجو إحاطتهم بالحب والقبول، فغالبية العلاقات غير المشروعة هي سبب للحصول على القبول بسبب عدم تقبل الأم لابنتها في البيت واشعارها بالرفض، وعدم تقبل الأب لولده واشعاره بالرفض، مما يضطرهم للبحث في حجر الشيطان عن كيفية الحصول على الحب والقبول، وذلك يحدث بسبب جهل الآباء أن الإحساس بالقبول هو حاجة تتعلق بالتوازن، فينحدر أبناؤنا باحثين عن اشباع لهذه الحاجة، ويبدؤون رحلة التخبط والضياع، فاتقوا الله في أبنائكم.
• وإني لأوصي أبنائي وبناتي الشباب والشابات في الإقبال على الدعاء في أن يعافيكم الله من تعلق غير مشروع، ويحفظكم من كل سوء، وأوصيكم بالصبر والتقوى، والإيمان بأن الله هو الرزاق الكريم، يعوضكم خيراً ويرزقكم بتقواكم سعادة الحياة الدنيا والآخرة، الحياة الطيبة، الحياة الأغلى. ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)، (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً).