ما هو هذا الأسلوب الخاطئ؟
سأناقش في هذا المقال أسلوب غير تربوي يتبعه كثير من الآباء والأمهات ظناً منهم أنه سيؤدي إلى تربية مميزة لأبنائهم بينما هو حقيقة يدمر صحتهم النفسية وتقديرهم لأنفسهم وهو أسلوب:
"السعي لتحسين السلوك من خلال المديح والنقد السلبي اللاذع للخطأ"
إن تعريض الابن أو الابنة للنقد السلبي اللاذع عند قيامه بخطأ سواء بالكلمة المباشرة أو بالنظرة الكاسرة، ومدحه بمبالغة عند قيامه بالسلوك المرغوب ظناً منا أن هذا الأسلوب سيجعله كما نريد، هو من الأسباب التي تجعل أبناءنا يفقدون توازنهم وصحتهم النفسية بحسب ما تشير الدراسات، بل قد يؤدي إلى اضطراب الشخصية والذي لا يظهر إلا بعد سن 18 عاماً، وللأسف أسلوب النقد والمديح منتشر في كثير من الأسر، وهو أسلوب خاطئ جداً، يجعل الإنسان أسيراً لنظرة الناس ورضاهم، شديد الحساسية لتميز الآخرين، سريع الإحباط عند وقوعه في الخطأ.
ما البديل؟
- أولاً: افصل بين السلوك والإنسان. فلا تقل له "أنت أناني" بل قل "هذا التصرف فيه أنانية".
- ثانياً: امدح نيته لا النتيجة فقط. فلو بذل مجهوداً ولم ينجح قل له "أعجبتني محاولتك وتقديرك للأمر".
- ثالثاً: علّمه كيف يقيم سلوكه بنفسه، بدلاً من انتظار رضاك الدائم، مثلاً اسأله "ما رأيك بما قمت به؟".
بهذه الطريقة نبني داخله ضميراً حياً قادراً على التقييم الذاتي، ونفصله عن الاعتماد المرضي على تقييم الآخرين، ونجعل ثقته بنفسه تنبع من الداخل، لا من التصفيق أو الإهانة.
الصحة النفسية لا تُبنى بالكلمات، بل بالأسلوب اليومي الذي نعامل به أبناءنا.