هل يؤثر المديح سلباً على صحة أبنائنا النفسية وما البديل؟ تطبيقات عملية

10أكتوبر2020
الوعي الذهني
التربية الجنسية
أخرى
news cover
إن فقدان الصحة النفسية يعني فقدان السعادة والتوازن، والغيرة الشديدة من نجاح الآخرين، والإحباط السريع، وعدم القدرة على النجاح في إقامة علاقة زوجية هانئة، وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية دافئة، والمعاناة المستمرة في العمل، والمعاناة مع الاكتئاب، وهو المرض النفسي الذي يزداد يوماً بعد يوم، ولا شك أن للأسر الدور الأول في تربية أفراد يمتلكون أو لا يمتلكون الصحة النفسية والتوازن النفسي، وربما يكون هذا الابن غير المتوازن هو الأول على الصف، وربما يكون هو الأخير، فالعلامة المدرسية ليست عنواناً للصحة النفسية - كما يظن البعض، فما السبب الأكثر انتشاراً في الأسر الطامحة للتربية المميزة، والذي تقوم به اعتقاداً منها أنها تحسن إلى أبنائها، بينما يؤدي هذا الأسلوب إلى فقدان الصحة النفسية للأبناء وتعريضهم لمعاناة حقيقية في المستقبل، وأغلب الآباء غير واعين بهذا الخطأ؟..

ما هو هذا الأسلوب الخاطئ؟

سأناقش في هذا المقال أسلوب غير تربوي يتبعه كثير من الآباء والأمهات ظناً منهم أنه سيؤدي إلى تربية مميزة لأبنائهم بينما هو حقيقة يدمر صحتهم النفسية وتقديرهم لأنفسهم وهو أسلوب:

"السعي لتحسين السلوك من خلال المديح والنقد السلبي اللاذع للخطأ"

إن تعريض الابن أو الابنة للنقد السلبي اللاذع عند قيامه بخطأ سواء بالكلمة المباشرة أو بالنظرة الكاسرة، ومدحه بمبالغة عند قيامه بالسلوك المرغوب ظناً منا أن هذا الأسلوب سيجعله كما نريد، هو من الأسباب التي تجعل أبناءنا يفقدون توازنهم وصحتهم النفسية بحسب ما تشير الدراسات، بل قد يؤدي إلى اضطراب الشخصية والذي لا يظهر إلا بعد سن 18 عاماً، وللأسف أسلوب النقد والمديح منتشر في كثير من الأسر، وهو أسلوب خاطئ جداً، يجعل الإنسان أسيراً لنظرة الناس ورضاهم، شديد الحساسية لتميز الآخرين، سريع الإحباط عند وقوعه في الخطأ.

ما البديل؟

  • أولاً: افصل بين السلوك والإنسان. فلا تقل له "أنت أناني" بل قل "هذا التصرف فيه أنانية".
  • ثانياً: امدح نيته لا النتيجة فقط. فلو بذل مجهوداً ولم ينجح قل له "أعجبتني محاولتك وتقديرك للأمر".
  • ثالثاً: علّمه كيف يقيم سلوكه بنفسه، بدلاً من انتظار رضاك الدائم، مثلاً اسأله "ما رأيك بما قمت به؟".

بهذه الطريقة نبني داخله ضميراً حياً قادراً على التقييم الذاتي، ونفصله عن الاعتماد المرضي على تقييم الآخرين، ونجعل ثقته بنفسه تنبع من الداخل، لا من التصفيق أو الإهانة.

الصحة النفسية لا تُبنى بالكلمات، بل بالأسلوب اليومي الذي نعامل به أبناءنا.

تصنيفات

    shape

    تواصل معنا

    مجال الاهتمام
    الرسالة